شدني أحبتي موقف في هداة الليل البهيم فتناولت كتابًا بدأت أقلب صفحاته علي اجد منه موعظة ..أو عبرة ..لأدواي بها قلبي وقلب من كن على طريق الخير والهداية ..قلب من كانت وكان ذات دين وخلق ..فبقي لديه الدين وضاع خلقه ..ونسي ونسيت أن رسولنا صلى الله عليه كان خلقه القرآن
** فلانة من الناس ...
فتاة لا أزكيها على الله ...
كانت صالحة مصلحه ... صوامة قوامة ... داعية الى الله نشيطة بذلك ...
صاحبة أياد بيضاء ... سارت بهذا الطريق العامر بالخير والطاعة الى ما شاء الله لها ...
وفجأة تكون الصدمة التي تمزق القلب ...
هي بنفسها تقع في منكر معين كانت تنكره على بقية الأخوات وبشدة ...
ويوماً بعد يوم ... تضعف ... ونرى علامات الإنحدارفي ثنايا كلامها ....
** فلان من الناس ...
رجل صالح يُشار له بالبنان صلاحاً ودعوة ...
نراه يكد ويلهث ... بل ...كان صالح مصلح ... صوام قوام ... داعي الى الله نشيط بذلك ...
صاحب أياد بيضاء ... سار بهذا الطريق العامر بالخير والطاعة الى ما شاء الله له ...
وفجأة تكون الصدمة التي تمزق القلب ...
عشنا ...
وتمر الأيام .. يوماً تلو يوم ...
نرى ونعيش من الصدمات بأشخاص كانوا على الطاعة...
وإذا بهم يتساقطون ... ويتهاوون في مستنقعات الخطايا والمعاصي والذنوب ...
يالله ... رحماك ربنا رحماك ...
المتساقطون كثيرون ...
والقصص والمواقف أكثر وأكثر ....
نتعجب ... ويعتصر القلب ألماً ونخاف ونقلق أن يصيبنا ما أصابهم ...
يجول في الخاطر هذا الهم العظيم ...
أمر جلل ... ونقطة تحول في حياة الكثيرين ...
حتى سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم خافه وملأ همه قلبه ...فصار جل دعائه عنه ... (( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))
ويزداد الألم ... ويزداد الخوف على ديننا ...
رعباً وهلعاً أن نفقد أفضل ما في الوجود ...
عندما نرى أشخاصاً عاشوا في زمن فاضل ومجالس علم ...
ثم إنقلب حالهم رأساً على عقب ...
فهذا (( واصل بن عطاء ))..
كان تلميذاً في زمن فتنة عند عالم تتدفق الحكمة من فيه ...
عالم تقي نقي .. ولا نزكي على الله أحد ... ((الحسن البصري )) رحمه الله
كان في حلقات تحفها الملائكة وتغشاها السكينة ...وبعد هذه الحلقات يخرج واصل وينعزل عن مجلس الحسن ويسقط ويكون بؤرة مذهب ضال ، وصل بهم الحال أن قدح هو ومن إتبعه في ذات الله عز وجل .. تعالى الله عما يقولون علوا كثيراً .
ثم نزداد خوفاً على الثبات ويزداد دعاؤنا ونزداد بمعرفة أهميته عندما نرجع لحياة الصحابة رضوان الله عليهم الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم )) ...
نتأمل حال المرتدين وكيف ارتدوا عن دينهم وقاتلهم أبو بكر رضي الله عنه رغم أنهم كانوا على استقامة ظاهرة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم
فهل نأمن الثبات بعدهم ...؟؟؟
ثم لو زللنا – معاذ الله – هل نأمن العودة للطريق المستقيم كما عادوا ...؟؟؟
أحبتي ...فــــي اللــــه.....
هي بعض نقاط أعرضها ...
علها بعد توفيق الله تعيننا على الثبات :-
الإخلاص لله عز وجل :
يجب على من طلب الثبات على الأمر أن يخلص في جميع أعماله فلا يرجو بها إلا الله وحده ... ولا يطلب من غير الله ثواباً (( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) .
الدعاء :
إن الالتجاء إلى الله تعالى والتضرع إليه من أعظم أسباب الثبات فقد كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما أوردت ذلك أم سلمة رضي الله عنها : (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )) .
طلب العلم :
إن معرفة الطريق من أعظم أسباب الثبات عليه ، ولذلك كان طلب العلم من أفضل القربات ومن سلكه فقد وضع قدمه على الطريق الصحيح .اللهم ارزقني الشغف والحب للتوسع في العلم وطلبه
الإقبال على القرآن :
إستمسك بحبل الله معتصماً ** فهو الركن إن خانت أركان
(( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام )) تلاوة وحفظاً وعملاً ودعوة
التقوى :
(( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )) .
ذكر الله تعالى :ـ
فإنه طمأنينة وسكينة (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) .
ذكر الموت :
قال صلى الله عليه وسلم (( أكثروا من ذكر هادم اللذات )) .
فالاكثار من ذكر الموت يجعل العبد دائماً مشتغلاً بالصالحات والمداومةعليها بعكس الغفلة .
ذكر عذاب القبر ونعيمه:
وما أعد الله فيه من ثواب للمحسنين ومن عقاب للمعرضين .
الدعوة الى الله :
الإنشغال بها والإجتهاد في ذلك من أعظم ما يثبت الإنسان على هذا الدين .
المراقبة :
الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، راقب الله ! عندها لن تفكر ولن تحدث نفسك بالخروج عن الصراط المستقيم .
المحاسبه :
إن من أهمل محاسبة نفسه رأى الكبيرة صغيرة وكان الذنب العظيم ذبابة بأنفه ، قال لها هكذا بيده .
المجاهده
(( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) .
قراءه قصص الانبياء
(( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى )) .
قيام الليل
شرف للمؤمن ومنهاة عن الإثم وقد مدحهم الله بقوله (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ))
الصبر :
(( واصبر وما صبرك إلا بالله )) .إصبر فإن الصبر عاقبته كلها خيرات مهما طالت المسافات .
الرفقة الصالحة :
وكما قيل : الصاحب ساحب . فالزم أهل الطاعة وان لم تعمل بها الآن ، فإنهم خير من يدلك على طاعة الله ، اذا تذكرت أعانوك واذا نسيت ذكروك .. هم القوم لا يشقى بهم جليسهم
اللهم ثبتنا على الطريق المستقيم وإغفر لنا ولجميع المسلمين
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين