يقول ابن القيم .. رحمه الله في القلب شعث لا يلمه الا الاقبال على الله .
وفيه وحشة لا يزيلها الا الأنس به في خلوته.
وفيه حزن لا يذهبه الا السرور بمعرفته وصدق معاملته.
وفيه قلق لا يسكنه الا الاجتماع عليه والفرار اليه .
وفيه نيران حسرات لا يطفئها الا الرضى بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك الى لقائه ) .
و يقول في الفوائد:
قبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضده، و هذا كما انه في الذوات و الأعيان فكذلك هو في الاعتقاد و الإرادات :
فالقلب المشغول بمحبة غير الله وارادته والشوق اليه و الأنس به لا يمكن شغله بمحبة الله وارادته وحبه والشوق الى لقائه الا بتفريغه من تعلقه بغيره .... ولا حركة اللسان بذكره و الجوارح بخدمته الا اذا فرغها من ذكر غيره و خدمته .... إذا بذلت النصيحة لقلب ملآن من ذهدها لا منفذ لها فيه فإنه لا يقبلها ولا تلج فيه ، لكن تمر مجتازة لا مستوطنة ، ولذلك قيل :
نزه فؤادك من سوانا تلقنا فجنابنا حل لكل منزه و الصبر طلسم لكنز وصالنا من حل ذا الطلسم فاز بكنزه.